الباب الأول
العبادة ومبادئها
الفصل الأول : معنى
العبادة وأنواعها
العبادة في اللغة : الذل والخضوع ، يقال : بعير معبد ، أي : مذلل ، وطريق
معبد : إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام . وأما العبادة في
الاصطلاح فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات، ومنها ما يلي:
1.عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بأنها: " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
1.عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بأنها: " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
2. وعرفها ابن
القيم بأنها: " كمال المحبة مع كمال الذل.
3. وعرفها الشيخ ابن
سعدي - رحمه الله : " العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من
العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو
عبادة، ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك
فمن التعاريف
المختلفة عند العلماء يمكن الجمع أن العبادة هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه قولا
كان أو فعلا جَلِيًّا كان أو خفيًّا
تقسيم العبادة
من التعريفات السابقة يعرف بأن العبادة
تنقسم إلى العامة والخاصة. فالعبادة بمفهومها العامة هي كل عمل يفعله العبد بقصد
التقرّب إلى الله.
العبادة بمفهومها العام تشمل
جميع الأعمال النافعة التي يقوم بها الإنسان
لمعاشه ومعاده لصالح نفسه ولصالح غيره ويدخل في ذلك كل عمل مباح أو مطلوب من
جهة الشارع كالسعي للرزق وطلب العلم والعدل بين الناس والصدق في القول
والإخلاص في العمل وأداء الحقوق والقيام بالوجبات والنصيحة للمسلمين وغض
البصر وكف الأذى إلى غير ذلك مما لا يدخل تحت الحصر.
وأما العبادة بمفهومها الخاص فهي : أقوال وأفعال محددة
يقوم بها الإنسان في هيئة محددة وأوقات محددة استجابة لأمر الله تعالى. فهذه ما
أورداه الفقهاء فى كتب الفقه تحت أبواب العبادات كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم
والحج وغير ذلك.
وهناك تقسيم أخر للعبادة إلى العبادة لمحضة وغير المحضة
.
فالعبادات المحضة : وهي
العبادات دل الدليل من النصوص أو غيرها على تحريم صرفها لغير الله تعالى. ويدخل في
العبادات المحضة :
أ. العبادات القلبية : قول القلب وتسمى اعتقادية
. مثل: اعتقاد أنه لا رب إلا الله وعمل القلب : مثل الإخلاص والتوكل على الله
ب.
العبادات القولية : كقراءة القرآن .
ج.
العبادات البدنية : كالصلاة . د. العبادات المالية: كالزكاة
والعبادات غير المحضة :
وهي الأعمال والأقوال التي ليست عبادات من أصل مشروعيتها ولكنها تتحول بالنية
الصالحة إلى عبادات ويدخل فيها :
أ.
فعل الواجبات والمندوبات التي ليست في الأصل من العبادات ومن ذلك النفقة على النفس أو
على الزوجة وقضاء الدين فإذا فعلها مبتغياً وجه الله فإنه يثاب عليها.
ب.
ترك المحرمات ابتغاء وجه الله : دليله حديث أصحاب الغار .
ج. فعل المباحات
ابتغاء وجه الله : كالنوم والأكل وغيرها إذا نوى بها التقوي على الطاعة كانت عبادة يثاب
عليها .
الفصل الثانى : أهداف وحِكم العبادة
فالعبادات في الاسلام لها معان وحكم
كثيرة منها :
1. فهي
قبل كل شيء طاعة للخالق جل وعلا. وهذا هو المقصد الأول من خلق الإنسان كما قال
تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ
(الذاريات : 56)
2.
اعداد المؤمن للإنتفاع بثمراتها عندما يقوم
بواجبه في هذه الحياة، وذلك بعمارة الارض كما يريد الله.
3.
تربية نفس الإنسان وتهذيبها
من أجل ان تتجه هذه النفس إلى النفع العام لكل بني البشر،
4.
وهي تقوية العقيدة
وحمايتها
الفصل الثالث : شروط قبول العبادة
أما شروط قبول العبادة فهي : الإيمان
والإخلاص والإتباع.
1. الإيمان:
ولا تُقبل عبادة عابد لا يؤمن بالله. فالعبادة بلا إيمان مردودة قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً –النحل:97
} فجعل الإيمان قيداً لذلك.
2. الإخلاص:
بدونه لا تُقبل العبادة، قال تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمِلَ عملاً
أشرك فيه معي غيري تركته وشركه( فلا يقبل الله
تعالى من العمل إلا ما كان خالصاً له.
3. وكذلك
الإتباع: فالله لا يقبل من العبادة إلا ما كان مُوافقاً لما شرعه أي صواباً، قال: (من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد) ـ أي مردود ـ [رواه مسلم] .
الفصل الرابع :مقاصد الشريعة الإسلامية
ذكر
العلماء أن للشريعة الإسلامية مقاصد خمسة وهي :حفظ الدين , وحفظ النفس, وحفظ النسل
وحفظ المال.
1.
حفظ الدين
الدين: هو مجموع العقائد
والعبادات والأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقات بعضهم
ببعض..حيث قصد الشارع بتلك الأحكام اقامة الدين وتثبيته في
النفوس..وذلك باتباع أحكام شرعها.. واجتناب أفعال أو أقوال نهى
عنها..والحفاظ على الدين.
وحفظ الدين أسمى
مقاصد الشريعة. والعبادة غنما شرعت فى الإسلام من أجل حفظ الدين فى نفوس الإنسان.
2. حفظ النفس
وقد شرع الاسلام
لايجادها وبقاء النوع على الوجه الأكمل الزواج والتناسل..
كما أوجب لحمايتها تناول ما يقيمها من ضروري الطعام والشراب
واللباس والسكن.. وأوجب دفع الضرر عنها ففرض القصاص و الدية..وحرم كل ما يلقي بها إلى التهلكة.
3. حفظ العقل
4. حفظ النسل
5. حفظ المال
فأوجب للحفاظ على المال السعي في طلب الرزق وأباح المعاملات
والمبادلات و التجارة..وللحفاظ
عليه حرم السرقة و الغش و الخيانة واكل
أموال الناس بالباطل وعاقب على ذلك.
الإستيعاب
أجب
عن الأسئلة الآتية !
1. بين
معنى العبادة لغة!
2. ما
تعريف العبادة عند ابن تيمية ؟
3. وما
تعريف العبادة عبد ابن القيم ؟
4. بين
العبادة بمفهومها العامة والخاصة ؟
5. ما
الفرق بين العبادة المحضة وغير المحضة ؟
6. اذكر
امثلة العبادة المحضة !
7. واذكر
أيضا أمثلة العبادة غير المحضة !
8. ما
أهداف العبادة فى الإسلام ؟
9. اذكر
مقاصد الشريعة الإسلامية !
10. بين
شروط قبول العبادة فى الإسلام !
ماشاء الله... شكرا
ReplyDelete