وأما طرق تحمل الحديث ما يلى :
أولا- السماع
يقول الراوي فيما
أخذه سماعا : سمعت، أو حدثنا، أو أخبرنا، أو أنبأنا، ومعنى جميع هذه العبارات في
العربية التحديث والإخبار، وكان هذا شائعا بين المتقدمين، وبخاصة قبل أن يشيع
استعمال (أخبرنا) فيما يقرأ على الشيخ. وكان لفظ (أخبرنا) أكثر استعمالا من غيره.
حتى أن بعضهم ما كان يستعمل غيره فيما سمعه أو قرأه على المحدّث.
وأرفع هذه العبارات
(سمعتُ)، ولهذا حرص بعضهم عليها وقدّمها على غيرها، لأنه لا يكاد أحدٌ يقول (سمعت)
في أحاديث الإجازة والمكاتبة، ولا في تدليس مالم يسمعه ، فلذلك كانت هذه العبارة أرفع
مما سواها.
ثانيا- القراءة على الشيخ
ويقول فيما قرئ على
الشيخ (قرأت على فلان) أو (قرئ على فلان وأنا أسمع) إذا كان القارئ غيره. وهذه أحوط
العبارات وهي شائعة كثيرا في أسانيد الكتب القديمة وفي سماعاتها. ويقول بعضهم في
القراءة على الشيخ (حدثنا أو أخبرنا – قراءة عليه) واكتفي جمهور أهل الحديث فيما
سمعه قراءة على الشيخ أن يقول (أخبرنا) وهو الشائع بين أهل الحديث.
ولم يستعمل المحدثون
في السماع والعرض (عن) إلا نادرا، إذ كانت (عن) مستعملة كثيرا في تدليس ما ليس
بسماع. ولهذا كان قول المحدث (حدّثنا فلان قال : حدّثنا فلان) أعلى منـزلة من قوله
( حدّثنا فلان عن فلان). ويجب أن تحمل (عن) على السماع إذا قالها مَن لم يعرف
بالتدليس، أو استعملها في الرواية من عرف لقائه لشيخه.
ثالثا- الإجازة
وألفاظ الأداء
بالإجازة :
1.
أن يقول : "
أجاز لي فلان".
2.
ويجوز : بعبارات
السماع والقراءة مقيدة مثل "حدثنا إجازة" أو" أخبرنا إجازة " .
3.
اصطلاح المتأخرين :
" أنبأنا " واختاره صاحب الوِجازة
رابعا - المناولة
1.
الأحسن أن يقول الشيخ
في أداء ما حمل بالمناولة : "ناولني" أو "ناولني وأجاز لي" إن كانت المناولة
مقرونة بالإجازة.
2.
ويجوز بعبارات السماع
والقراءة مقيدة مثل " حدثنا مناولة" أو
أخبرنا مناولة وإجازة.
خامسا - المكاتبة
ويقول في أداء ما حمل بالمكاتبة إما
1.
بالتصريح بلفظ
الكتابة : كقوله " كتب اليّ فلان"
2.
أو الإتيان بألفاظ
السماع والقراءة مقيدة : كقوله " حدثني فلان أو أخبرني كتابة".
سادسا - إعلام الشيخ
وأما أداء ما تحمّل
بالإعلام فلا بد لمن أخذ به أن يبيّن ذلك حين الأداء، كأن يقول " فيما أعلمني شيخي أن فلانا حدّثه " أو نحو
ذلك.
سابعا - الوصية
وأما أداء ما تحمّل
بالوصية فعلى من جوّزه أن يبين ذلك في
أدائه كأن يقول " أوصى إليّ فلان، أو أخبرني فلان بالوصية، أو وجدت فيما أوصى
اليّ فلانٌ أن فلانا حدثه بكذا وكذا" . ولم يوجد من المتقدمين التحديث
بالوصية.
ثامنا - الوجادة
وأما أداء ما تحمّله
الراوي بالوجادة – فجمهور المحدّثين على وجوب بيان ذلك كأن يقول : (وجدتُ في كتاب
فلان أو وجدت بخط فلان أو قرأت بخط فلان كذا) ونحو هذا.
Post a Comment